يُبرز هذا التقرير من ميدل إيست آي أن مصر رفضت اقتراحًا لحكومة إسرائيل يقضي بفتح معبر رفح على أنه ممر خروج فقط للفلسطينيين المغادرين قطاع غزة. قالت جهات رسمية – نقلاً عن الهيئة المصرية العامة للاستعلامات – إن أي اتفاق لإعادة تشغيل المعبر يجب أن يضمن العمل في الاتجاهين، بما يتوافق مع شروط الهدنة، وليس كخروج أحادي الجانب تُسيطر عليه إسرائيل. كما نفت مصر أي تنسيق معها بشأن إعادة فتح المعبر.

 

رفض للخروج الأحادي.. وموقف مصري ثابت

 

وصفت القاهرة فكرة تحويل رفح إلى منفذ خروج فقط بالتناقض مع الاتفاقيات القائمة. رأت أن معبرًا بهذا الشكل يفقد طابعه كمعبر إنساني وأمني هام لنقل المساعدات ولعبور المدنيين ذهابًا وإيابًا. في هذا الإطار، رفضت مصر أي مقايضة مستقبلية مع إسرائيل أو قبول بأن يكون رفح ممرًّا أحادي الاتجاه، ما يعني رفضًا مبدئيًا لمحاولة اعتباره طريقًا لتهجير سكان غزة.

 

رفح ورهان الأمن الإقليمي

 

يأتي هذا الموقف المصري في وقت تواجه فيه القاهرة ضغوطًا إقليمية ودولية. تسعى أطراف عدة إلى فرض واقع جديد على غزة، يقلب بنية الحركة والسكن فيها. استخدام رفح كخرج أحادي يجعل مصر طرفًا في مأساة نزوح جماعي لمن يعيشون تحت القصف والحصار. رفض هذا التوجه يعكس رغبة مصر في تفادي سيناريوهات تُعيد تشكيل ملف اللاجئين الفلسطينيين بعيدًا عن سيطرة غزة، وتُقلص فرص عودة سكانها.

 

كما أن القاهرة ترى في رفح بوابة استراتيجية — ليس فقط من زاوية المساعدة والإغاثة، بل كذلك من زاوية الأمن القومي والحفاظ على سيناء من تداعيات نزوح جماعي أو توترات عميقة.

 

دوافع إنسانية وقانونية

 

استنادًا إلى المبادئ الدولية والإنسانية، ترى مصر أن فتح معبر للذهاب فقط دون إتاحة العودة يمثل شكلًا من أشكال التطهير العرقي، ويتناقض مع مبدأ حق اللاجئين في العودة وحماية المدنيين. كذلك، إن أي إغلاق فعلي للمجزرة الإنسانية في غزة يحتاج إلى ضمان دخول مساعدات والخروج الطبي لأحد — وليس فقط تصدير اللاجئين باتجاه دولة ثالثة.

 

من هذا المنطلق، رفضت مصر التنسيق مع إسرائيل على الاقتراح، وقدّمت مواقف تؤكد رغبتها في الحفاظ على حقوق الفلسطينيين على أرضهم، وعدم دعم محاولات إعادة إنتاج أزمة نزوح جديدة.

 

من خلال هذا الرفض الواضح، تؤكد مصر أن الباب لن يُغلق أمام العودة أو المساعدات الإنسانية، وأن أي بوابة تُفتح لغزة يجب أن تحافظ على مرونة الحركة في كلا الاتجاهين. هذا الموقف يعكس رغبة في حماية غزة من تفريغها السكاني والتحكم بمصير سكانها عبر منفذ أحادي يُحكم من جهة واحدة.

 

https://www.middleeasteye.net/live-blog/live-blog-update/egypt-rejects-israels-bid-open-rafah-one-way-exit-report